المغرب يستخدم كأس الأمم الأفريقية منصةً لطموحاته الكروية العالمية

Default image

December 19, 2025

المغرب يستخدم كأس الأمم الأفريقية منصةً لطموحاته الكروية العالمية

يمثل استضافة كأس الأمم الأفريقية اعتباراً من الأحد لحظةً فارقة أخرى في الخطة الطويلة الأمد للمغرب لترسيخ مكانته بين الدول الرائدة في كرة القدم عالمياً. كما تشكل البطولة اختباراً عملياً قبيل دور البلد المشترك لاستضافة كأس العالم 2030.

يمثل استضافة كأس الأمم الأفريقية اعتباراً من الأحد لحظةً فارقة أخرى في الخطة الطويلة الأمد للمغرب لترسيخ مكانته بين الدول الرائدة في كرة القدم عالمياً. كما تشكل البطولة اختباراً عملياً قبيل دور البلد المشترك لاستضافة كأس العالم 2030.

بعد ثلاث سنوات فقط من وصولهم التاريخي إلى نصف نهائي كأس العالم 2022، يستضيف المغربيون 24 منتخباً وجماهير من القارة. ستُلعب المباريات في تسعة ملاعب جديدة أو مجددة موزعة على ست مراكز حضرية.

على الرغم من أن هذه هي المرة الثانية فقط التي ينظم فيها المغرب البطولة القارية، إلا أنها تأتي بعد فترة زاخرة بتقديم البلاد لملاعبها بشكل منتظم لاستضافة مباريات تصفيات كأس العالم لمنتخبات أفريقية أخرى. كما تأتي بعد حصول المغرب على حقوق استضافة خمس نسخ متتالية من كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة، واستضافته لبطولة كأس الأمم الأفريقية للسيدات في وقت سابق من هذا العام.

البطولة كبروفة لـ 2030

وصف مسؤولون حكوميون وكرويون هذه النسخة من كأس الأمم الأفريقية كتجربة عالية المستوى لاستضافة كأس العالم 2030، التي سيشترك المغرب مع إسبانيا والبرتغال في استضافتها، بينما ستستضيف الأرجنتين والأوروغواي وباراغواي مباراة واحدة لكل منها.

يُعد ملعب الحسن الثاني المخطط إنشاؤه، والمتوقع أن يتسع لـ 115,000 متفرج عند اكتماله عام 2028، محورياً لرؤية المغرب بشأن كأس العالم. من المتوقع أن يصبح الملعب الأكبر من نوعه في أي مكان في العالم، وتأمل السلطات أن يتم اختياره لإقامة المباراة النهائية.

يشكل الملعب جزءاً من أحد أكثر برامج البنية التحتية الرياضية اتساعاً التي يتم تنفيذها في القارة الأفريقية. إلى جانب الملاعب الجديدة، قام المغرب بترقية المطارات، وتوسعة شبكة القطار فائق السرعة، واستثمر بكثافة في المرافق السياحية في مدن مثل مراكش وطنجة.

وسّعت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الإنفاق على أنظمة تطوير الناشئين وتدريب المدربين، بما في ذلك بناء المركب الرياضي محمد السادس لكرة القدم قرب الرباط، الذي يُستخدم كقاعدة للمنتخب الوطني خلال البطولة.

الاستثمار والجدل الاجتماعي

حظي توفير بيئات تدريب عصرية للمواهب الواعدة بأولوية، وهي استراتيجية بدأت تؤتي ثمارها بالفعل. مثّل وصول المغرب إلى نصف نهائي كأس العالم 2022 أول مرة تصل فيها دولة أفريقية أو عربية إلى هذه المرحلة، كما رفع البلد كأس العالم تحت 20 سنة في أكتوبر الماضي.

وشدد رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، مراراً على أن هذه الأهداف واقعية وليست طموحاً مجرداً. وقال في حديث لجريدة "ليكيب" الرياضية الفرنسية في يوليو الماضي، إن خطط المغرب متجذرة في أهداف ملموسة، وليست ضرباً من الخيال.

يرى لقجع، الذي يشغل أيضاً مسؤولية مراقبة الميزانية ضمن حكومة رئيس الوزراء، في الرياضة محفزاً للتقدم الاقتصادي الأوسع. ومع ذلك، أثار هذا النهج انتقادات محلية.

اشتد الجدل العام حول ما إذا كانت الموارد تُوزع بعدالة. فبينما يجد الزوار فنادق ومطاعم ووسائل نقل حديثة، تستمر العديد من المناطق الريفية في المعاناة من محدودية الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم والوظائف.

خلال احتجاجات شهدتها البلاد مطلع هذا العام، سلط المتظاهرون الضوء على هذا التباين من خلال هتافات تساءل عن التركيز على بناء الملاعب بينما تظل المستشفيات تعاني من نقص التمويل.

النفوذ الإقليمي واهتمامات الهجرة

تُقام كأس الأمم الأفريقية أيضاً فيما يسعى المغرب لتعزيز مكانته كمركز إقليمي. ومن خلال ما يسمى بـ "مبادرة الأطلسي"، عززت المملكة روابطها مع الدول غير الساحلية في غرب ووسط أفريقيا، من خلال توسيع عملياتها المصرفية والاتصالات، وتقديم إمكانية الوصول إلى الموانئ المُنشأة حديثاً.

على الصعيد الدبلوماسي، عزز قرار المغرب تطبيع العلاقات مع إسرائيل علاقاته مع الولايات المتحدة. كما حظي بدعم معظم أعضاء الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بمطالبته بالصحراء الغربية.

أصدر المغرب، للبطولة، تأشيرات سياحية للجماهير الزائرة، على الرغم من تشديده قواعد الدخول لبعض الدول المشاركة في السنوات الأخيرة. فمثلاً، أعيد فرض تأشيرات الدخول على الإيفواريين العام الماضي، جزئياً للتعامل مع قضية الهجرة غير النظامية.

جغرافياً، طالما نُظر إلى المغرب كبوابة لأوروبا، حيث يتشارك حدوداً برية مع سبتة ومليلية (الجيبين الإسبانيين)، ويقع قرب جزر الكناري. واجهت سياسات الهجرة انتقادات من منظمات حقوقية، لا سيما حول عمليات إخلاء المخيمات وإعادة التوطين بعيداً عن الحدود الشمالية.

أفاد فرع الرابطة المغربية لحقوق الإنسان في الرباط بزيادة في اعتقالات وإبعادات قسرية للمهاجرين في الأيام التي سبقت البطولة. تنتهي المنافسة في 18 يناير بالمباراة النهائية على ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، الذي أعيد افتتاحه في سبتمبر الماضي.

المزيد من المقالات