الأرقام تحكي قصة جديدة للكأس العربية في قطر

Default image

December 21, 2025

الأرقام تحكي قصة جديدة للكأس العربية في قطر

لطالما صور المشككون على مر السنين الكأس العربية على أنها معرض خفيف أو حدث ثانوي يفتقر للحافة التنافيسة. لكن نسخة 2025 في قطر قدمت حجة مضادة واضحة مبنية على الأرقام بدلاً من الخطاب.

لطالما صور المشككون على مر السنين الكأس العربية على أنها معرض خفيف أو حدث ثانوي يفتقر للحافة التنافيسة. لكن نسخة 2025 في قطر قدمت حجة مضادة واضحة مبنية على الأرقام بدلاً من الخطاب.

عبر 32 مباراة، بلغ إجمالي الحضور الجماهيري 1,236,600 متفرج، بمتوسط حضور 38,644 لكل مباراة. وهذا يُمثل النسخة الثانية على التوالي التي تستضيفها قطر، بعد نسخة 2021 التي تم تصميمها كبروفة لكأس العالم وجذبت 571,605 متفرج إجمالاً.

هذه الأرقام وحدها توحي بمسابقة تجاوزت أصولها التجريبية، خاصة عند مواجهتها بالشكوك التي طالما أحاطت بأهميتها وجاذبيتها.

أرقام الحضور تضع الانتقادات في سياقها

على الرغم من التساؤلات المستمرة حول مستويات الأداء والتحكيم، فإن الإقبال الجماهيري كان مقبولاً بمقارنته مع الأحداث القارية الحديثة. فقد استقبلت كأس الأمم الأفريقية 2023 في ساحل العاج 1,109,593 مشجعاً عبر 52 مباراة، بمتوسط 21,338 لكل مباراة.

وفي آسيا، سجلت كأس آسيا 2023 – التي استضافتها قطر أيضاً – حضوراً جماهيرياً بلغ 1,507,790 متفرجاً من 51 مباراة، أي ما يعادل حوالي 29,565 لكل مباراة، وهو أعلى متوسط في تاريخ تلك البطولة.

أي مقارنة رقمية مباشرة تتطلب التفصيل. فالبطولات القارية تجذب مشجعين مسافرين من مناطق شاسعة، بينما تستفيد الكأس العربية من التجمعات الكبيرة للمقيمين العرب الموجودة بالفعل في الدولة المضيفة. من غير الواقعي توقع أنماط حركة جماهيرية متطابقة، ومع ذلك فإن تجاوز معدل 38,000 لكل مباراة يبقى لافتاً.

مسابقة إقليمية تجد جمهورها

يصبح التحول أوضح عند مقارنته بالنسخ السابقة وأحداث مماثلة. في 2021، كان متوسط الحضور بالكاد يتجاوز 17,000 متفرج، بينما في بطولة 2025، لم تهبط إلا أربع مواجهات فقط دون عتبة الـ 20,000 متفرج.

وتؤكد البطولات السابقة في المنطقة هذا التباين أيضاً. فكأس آسيا 2011 في قطر وعدة نسخ من بطولة اتحاد غرب آسيا لكرة القدم فشلت كثيراً في تحقيق متوسط حضور يتجاوز 13,000 متفرج.

ما وراء انتصار المغرب على أرض الملعب، تكمن القصة الأوسع في التحول الحاصل في المشاركة عبر العالم العربي. إن تنامي الثقة في الدوريات المحلية والمشاريع الوطنية والبطولات الإقليمية – إلى جانب التطورات في كرة القدم الأندية السعودية، والصعود الدولي للمغرب، والدور المضيف لقطر – يوحي بأن الكأس العربية تعكس بشكل متزايد تحولاً أعمق وليست مجرد فضول عابر.

المزيد من المقالات