
حمل إنغولو كانتي العديد من الألقاب خلال رحلته الاحترافية التي امتدت 14 عاماً، ومنها "إنغولينيو"، اللقب المرح الذي استخدمه إيدين هازارد وسيسك فابريغاس أثناء وجودهما معاً في تشيلسي.
حمل إنغولو كانتي العديد من الألقاب خلال رحلته الاحترافية التي امتدت 14 عاماً، ومنها "إنغولينيو"، اللقب المرح الذي استخدمه إيدين هازارد وسيسك فابريغاس أثناء وجودهما معاً في تشيلسي.
غير أن مستواه الحالي مع الاتحاد وفرنسا يوحي بأن لقباً جديداً سيناسبه تماماً: "ساعي البريد" أو بلغته الأم "Le Facteur"، لأنه لا يخيب الظن أبداً ويحضر دائماً في أحوج أوقات فرقه.
كان اللاعب البالغ 34 عاماً من أوائل النجوم الذين قدموا إلى دوري روشن السعودي في 2023. ورغم أنه أقل ضجيجاً خارج الملعب مقارنة بكريستيانو رونالدو أو كريم بنزيما أو نيمار، إلا أن أداءه يضمن أن يبقى تأثيره لا يمكن إنكاره. كانتي دائماً ما يجعل كرة القدم تتحدث بصوت أعلى من أي مقابلة، وعروضه تواصل التأكيد على قيمته الدائمة.
مستواه المتواصل في السعودية دفع مدرب فرنسا ديدييه ديشان لاستدعائه لمواجهة أوكرانيا الحاسمة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 يوم الخميس الماضي. وكان هذا ظهوره الأول مع المنتخب منذ عام، بعدما شارك آخر مرة في مباراة التعادل السلبي مع إسرائيل في دوري الأمم الأوروبية. ولم يخفِ ديشان سبب استدعائه، مشيداً بحدة اللاعب وإيقاع لعبه المنتظم.
ومع حاجة فرنسا لتحقيق نتيجة لتضمن تأهلها إلى البطولة الصيف المقبل، صعد كانتي للمناسبة مرة أخرى. أمام أوكرانيا الخطيرة صاحبة المركز الثاني، كانت الهوامش ضيقة – لكنه قدم أداءً مهيمناً جعله رجل المباراة في فوز 4-0 ضمن تأهل "البلوز" للموندial للمرة السابعة عشرة. وشملت مباراته 84 تمريرة ناجحة – الأعلى في المباراة – ودقة كاملة في التمريرات الطويلة، ومراوغة لا تشوبها شائبة، و9 استرجاعات، و4 تدخلات، وتمريرة حاسمة.
رغم اقترابه من عيد ميلاده الخامس والثلاثين في مارس المقبل، يصعب تخيل قائمة منتخب لكأس العالم من دونه. ومن يتابع الاتحاد عن كثب لن يفاجأ: سواء بقميص فرنسا الأزرق أو بألوان الاتحاد الأصفر والأسود، كانتي يحافظ على نفس المعايير العالية.
أسلوب كانتي يعكس كرة قدمه: هادئ، غير صاخب، وفعال بعمق. ورغم هذا التقدير المتواضع، تكمن فيه سلسلة تنافسية شرسة. وجوعه للفوز لا يزال واضحاً ويستمر في دفع تأثيره.
في الاتحاد، شكّل هو وفابينهو – اللذان كانا خصمين في إنجلترا سابقاً – عموداً صلباً في خط الوسط. بينما يسرق المهاجمون الأضواء غالباً، إلا أن إنجازات الموسم الماضي بُنيت على متانة وتوازن هذا الثنائي. جزء كبير من إيقاع الفريق ينبع من قدرتهما على ربط مراحل اللعب بسلاسة.
إحصائياً، أهمية كانتي لا يمكن إنكارها. منذ انضمامه للنادي، لم يلمس أي لاعب في الاتحاد الكرة أكثر منه؛ فقد حاول ما يقارب 4500 تمريرة، متقدماً على فابينهو بما يقارب 1000 تمريرة. بغض النظر عن النظام أو المدرب، النمط ثابت: الهجمات تبدأ منه بشكل متكرر.
قيمته دفاعياً حرجة بنفس القدر. إن لم يكن يطلق هجمة، فهو يوقفها. يتصدر قائمة لاعبي الفريق في عدد التدخلات منذ قدومه، برصيد 168 – المؤشر الأوضح على دوره الشامل.
هذه الأرقام تؤكد سبب تقديره الواسع عبر غرف الملابس ومناطق الفنيين. كل فريق لديه طموحات كبيرة يحتاج إلى مرساة في الوسط، وقليلون من يجسدون هذا الدور بهذه الموثوقية. لكل من الاتحاد وفرنسا، كانتي يواصل الوصول تماماً عندما الحاجة إليه ماسة.