أصبح افتتان نادي نيوم الرياضي بكرة القدم الفرنسية أحد أكثر الموضوعات إثارة للاهتمام هذا الصيف، حيث بدأ النادي القائم في تبوك يحاكي أسلوب وتأثير الدوري الفرنسي.
أصبح افتتان نادي نيوم الرياضي بكرة القدم الفرنسية أحد أكثر الموضوعات إثارة للاهتمام هذا الصيف، حيث بدأ النادي القائم في تبوك يحاكي أسلوب وتأثير الدوري الفرنسي.
فعيّن النادي كريستوف غالتييه، المدير الفني السابق لباريس سان جيرمان، مدربًا رئيسيًا ليضع ذلك نغمة المرحلة، تبع ذلك موجة من التعاقدات من فرنسا، شملت: سايمون بواعبر، وناثان زيزي، وأمادو كوني، وألكسندر لاكازيت، ومارسين بولكا، واللاعب عبدولاي دوكوريه (وسط الميدان المولود في فرنسا).
لكن حبهم لكرة القدم الفرنسية لم يبدأ من هناك. فقبل أشهر من صعودهم إلى الدوري السعودي للمحترفين، كان نادي نيوم قد قام بالفعل بخطوة كبيرة أشارت إلى طموحاته.
ففي أواخر يناير، بينما كان لا يزال ينافس في دوري الدرجة الأولى، حصل النادي بهدوء على توقيع سعيد بن رحمة، صانع الألعاب الجزائري الذي لمع سابقًا في برينتفورد، ووست هام يونايتد، وأولمبيك ليون.
على الرغم من أن بن رحمة تلقى تعليمه الكروي في فرنسا بعد انتقاله إليها في سن الحادية عشرة، إلا أن أولى دروسه كانت على شوارع عين تموشنت والبلدة القديمة في سيدي بلعباس.
هذه السنوات التكوينية في كرة القدم غير المنظمة ساعدت في تشكيل تحكمه الدقيق بالكرة وقدرته على الارتجال والبراعة – وهي الصفات التي أصبحت علامته المميزة في الدوريات الإنجليزية التنافسية للغاية.
وتحدث بن رحمة بعد انضمامه إلى وست هام عام 2020 معكسًا تلك الجذور قائلًا: "لعب كرة القدم متعة. عندما ألعب، أحاول أن أكرر ما كنت أفعله وأنا طفل في الشوارع. هكذا الحال في الجزائر – الجميع يحب أن تكون الكرة عند قدميه."
أصبحت مهارته وقدرته على الاستعراض بارزة لدرجة أن مساعد مدرب برينتفورد بي، سام سوندرز، قال مرة مازحًا: "إنه يستطيع المرور من بين ساقي حورية البحر."
خلال موسمين في نادي برينتفورد، الذي كان ينافس آنذاك في دوري البطولة الإنجليزية (الدرجة الثانية)، سجل بن رحمة 27 هدفًا وجذب انتباه أندية الدرجة الممتازة مثل تشيلسي وأستون فيلا قبل أن ينضم إلى وست هام يونايتد في أكتوبر 2020.
على مدى أربع سنوات في شرق لندن، أصبح أحد اللاعبين المفضلين لدى الجماهير، وساعد بشكل لافت نادي وست هام في الفوز بلقب الدوري الأوروبي للمؤتمر عام 2023، حيث سجل هدفًا في المباراة النهائية ضد فيورنتينا.
ثم أعادته خطوة لاحقة إلى فرنسا مع أولمبيك ليون إلى جانب زميله ألكسندر لاكازيت، وهي شراكة ستستمر قريبًا في مكان آخر.
بعد أقل من عام من عودته إلى الدوري الفرنسي، أعلنت انتقالته إلى نادي نيوم – في البداية على سبيل الإعارة – بدء فصل جديد لكل من اللاعب والنادي، مع بدء صعودهما نحو نخبة كرة القدم السعودية.
بن رحمة وأحمد حجازي هما اللاعبان الأجنبيان الوحيدان المتبقيان من تشكيلة نادي نيوم التي حققت الصعود، مجسدين طموحات النادي المبكرة وروحه.
وبينما استغرق منه الوقت لاستعادة لمساته التهديفية، فإن أداءه في أواخر الموسم الماضي – حيث سجل سبعة أهداف وصنع ثمانية – وضع نغمة للموسم الحالي.
جاء شهر أكتوبر مع عودة قوية له، توجها بأداء متميز ضد نادي الخلود في فوز مثير 3-2. وكان هدفه الثاني في ذلك اليوم، الذي سجله بعد مراوغة من منتصف الملعب تلاها تسديدة قوية من مسافة بعيدة، محل إشادة كواحد من أفضل أهداف الموسم.
حتى لاكازيت، زميله في الفريق وصديقه القديم، لم يستطع سوى التصفيق لتلك اللحظة الباهرة.
أصبح بن رحمة الآن، بعد اندماجه الكامل في كرة القدم السعودية للمحترفين، المحرك الإبداعي لنادي نيوم. فهو يتصدر قائمة الفريق في كل من إجمالي الفرص المُنشأة (18) والفرص الكبيرة المُصنعة (6)، على الرغم من تحول واحدة منها فقط إلى تمريرة حاسمة.
يظار خطره الهجومي ثابتًا – حيث يأتي في المركز الثاني بعد لاكازيت من حيث التهديف بـ 14 محاولة – مما يؤكد تأثيره المتزايد على أرض الملعب.
وبينما يحتل نادي نيوم المركز السادس في الترتيب بعد سبع مباريات، بخمس نقاط عن المركز الثاني، أصبح دور بن رحمة محوريًا في تحقيق طموحاتهم.
ومع مواجهة النصر في الجدول القادم، يمكن لمزيج البراعة المولود في الشوارع والأناقة الفرنسية الذي يتمتع به الجزائري أن يكون المفتاح لإيقاف زخم متصدر الدوري.
